القائمة
عرض

النهاية

نشرت

20 ديسمبر 2024

مؤلف

ستيريو

"علامات النهاية"

النهاية، فكرة تتردد عبر العصور في كل ديانة تقريبًا. قصص عن الفوضى، وعن الحروب، يليها عهد من السلام. ومع كل شيء يحدث حولنا اليوم، يبدو أن هذه العلامات أصبحت أقرب من أي وقت مضى، وكأننا نعيش نفس الرواية بطرق مختلفة. دعونا نلقي نظرة على بعض الرموز التي قد تكون على أبواب هذا الفصل الجديد:

 

🔥 المسيح الدجال (الإسلام) في الإسلام، يُعتقد أن الدجال هو فتنة كبيرة ستسبق نهاية الزمان. يتميز بقدرات سحرية ومخادعة، قادرة على القيام بمعجزات مزيفة مثل إحياء الموتى، مما يجعله فائق الإغراء للناس. يُقال إنه يظهر بعيون إحداها مُغطى، وهو ما يرمز إلى التعتيم على حقيقته. غالبًا ما يُصور كأجنبي ذو ملامح غير مألوفة، ويثير الشكوك بين الناس، وهذا يتماشى مع سعيه لتضليل البشرية. يضيف الإسلام إلى ذلك أن الدجال ينشر الفوضى بتشويه الحقائق، فيجعل الشر يبدو خيرًا والخير يبدو شرًا، مما يزيد من الارتباك.

Screenshot 2024-12-20 at 14.56.34.png

كما يوصف بأنه قادر على التحرك بسرعة هائلة عبر الأرض في لحظة، باستثناء مدن مكة والمدينة والمسجد الأقصى ومسجد الطور التي يحرسها الملائكة. أما أتباع الدجال فسيأتون من جميع الخلفيات والديانات، ولكن يُشار إلى وجود أتباع له من اليهود في أصفهان بشكل خاص. وفقًا للتقاليد الإسلامية، يهزمه النبي عيسى عليه السلام، ويبدأ عهد جديد من السلام بعد أن تتخلص البشرية من الفتن. في المجتمعات الإسلامية، غالبًا ما يُنظر إلى ظهور الدجال بشيء من الحذر والترقب، ويسود الظّن أن العالم اليوم يمرُّ بمراحل مشابهة لما جاء في الأحاديث النبوية، ويشعرون بقلق من الفتن المنتشرة. يتجنب العديد من المسلمين التفكير في الدجال بشكل مباشر، ويعتبرون ظهوره مقدراً وغامضًا، ويؤمنون أنهم عند ظهوره، سيعرفون أنه الوقت المناسب للنهوض.

 

 

🕊️ فرسان نهاية العالم الأربعة (المسيحية) عندما يصل الفرسان الأربعة، يعني ذلك أن النظام العالمي الحالي قد بدأ في الانهيار، والغرض من ظهورهم هو تسليط الضوء على نتائج الخطايا البشرية. يمثلون سلسلة متتابعة من الحالات التي تجلب الفوضى لعالمنا.

Screenshot 2024-12-20 at 14.56.56.png

الأول (الأبيض): يمثل الفتنة والوعود الزائفة. يُقال إنه يسعى للسيطرة والسلطة، ويأتي في زمن غياب الحقيقة، حيث يسقط الناس في الخداع. يرتدي درعًا أبيض، ويُرسم بيده سيف كأنه يفتتح سلسلة من الأحداث التي تؤدي إلى الفوضى. في التفسيرات الحديثة، غالبًا ما يُفسر الحصان الأبيض على أنه استعارة للإمبريالية. 

الثاني (الأحمر): تجتاح الحروب والمجاعات الأرض، وتجلب الفوضى والدمار. في الكتاب المقدس، يُذكر أنه يخرج "بصقرين أعظمين"، يشيران إلى الدمار الذي لا مفر منه. هذا الفارس يمسك بقرن، كأنه يدق ناقوس الخطر للعالم ليعرف أن التوازن مفقود.

الثالث (الأسود): المجاعات والفقر، إذ تصبح الأساسيات كالماء والغذاء نادرة. في سفر الرؤيا، يُوصف أنه يحمل ميزانًا، ويعني أن الغذاء لم يعد متوفرًا إلا بالكاد، مما يجبر الناس على بيع حقوقهم الأساسية من أجل البقاء.

الرابع (الأخضر الشاحب): الموت الذي لا يرحم، يظهر في وقت الأوبئة والكوارث الطبيعية. في الكتاب المقدس، يُوصف بأنه يأتي على حصان أخضر شاحب، رمزًا للأمراض والأوبئة المنتشرة. وكأن هذا الحصان يمثل الأرض المريضة التي لا تهدأ.

وفقًا للمسيحية، يجلب هؤلاء الفرسان الفوضى عندما يصبح العالم غير قادر على التحمل، وعندها يبدأ "عصر الألف سنة" ويعم السلام بعد كل هذه الفوضى. وكأنهم يظهرون لتذكيرنا بأن البداية الجديدة دائمًا تبدأ بعد الفوضى الكبرى. ومع ذلك، في المجتمعات المسيحية، غالبًا ما يتم تفسير ظهور هذه الرموز كتذكير بخطر الجشع، الحروب، والفقر، مما يجعل البعض يعتبر هذا هو الترتيب الطبيعي للعالم اليوم. يتوقع الكثيرون نهاية العالم، لكنهم لا يتخيلون كيف سيبدو العالم في ذلك الوقت، وهو ما يثير لديهم شعورًا من عدم الأمان والقلق.

 

 

🐉 اللوياثان (اليهودية) الليفياثان، أو لوياثان، يمثل في التوراة الفوضى، التي يجب التغلب عليها قبل أن يصل العالم إلى حالة من السلام. هو وحش البحر الضخم، يظهر عند كسر التوازن بين الخير والشر. يُقال إن الله سيهزم الليفياثان، كما أنه سيُشارك في عشاء احتفالي، يتزامن مع العيد العظيم عندما يُشفي الله العالم من الفوضى ويعيد التوازن.

Screenshot 2024-12-20 at 14.57.53.png

من ناحية أخرى، في فكر الفيلسوف توماس هوبز، يصبح الليفياثان رمزًا لسلطة الدولة المطلقة، والتي تحافظ على بقائها عبر تربية وتعليم الأجيال بطريقة تخدم مصالحها. يعتمد هذا المفهوم على قانون طبيعي يضع الإنسان كذئب لأخيه الإنسان، بينما تقوم الدولة بترويض هذا الواقع عبر قوانينها التي تعمل كـ"ليفاثان" للسيطرة على الفوضى البشرية.

بالنسبة لليهودية، الليفياثان هو رمز الفوضى ويجب التغلب عليها، ويرتبط بفكرة أن البشرية يجب أن تتحد ضد الشر. في المجتمعات اليهودية، يرى الكثيرون أن العالم اليوم يعيش مرحلة من التوترات الكبيرة، حيث تكثر الحروب والمجاعات والأوبئة. يرى البعض أن هذه الأفكار قد تكون تخيلية، في المقابل يعيش الكثيرون في قلق من أن هذه العلامات قد تكون واقعية.

 

 

🕉️ كالي (الهندوسية) كالي، آلهة الدمار في الهندوسية، تجسد نهاية عصر "الكالي يوغا". في هذه الفترة، تتراجع القيم الأخلاقية وتعم الفوضى، ويبدو كل شيء على حافة الانهيار. يُقال إن كالي تظهر لإعادة التوازن، ولكن ليس دون تدمير كل ما كان قائمًا.

Screenshot 2024-12-20 at 14.57.33.png

في الأساطير الهندوسية، كالي وشيفا يؤديان معًا "تاندافا"، وهي رقصة كونية ترمز إلى التدمير والتجديد. هذه الشراكة تعكس التوازن بين الطاقة الذكورية والأنثوية في الكون.

أيقونة كالي تحمل رموزًا غنية:

  • بشرتها الداكنة: ترمز إلى الفراغ اللامتناهي في الكون وتجاوزها للزمان والمكان.
  • قلادة الجماجم: تمثل دورة الحياة والموت والبعث.
  • لسانها الملطخ بالدماء: يرمز إلى شهيتها التي لا تنتهي للجهل والشر الذي تلتهمه للتطهير.
  • الأسلحة في يديها: أدوات لتدمير الشياطين والعقبات.
  • وقوفها على شيفا: يظهر توازن الطاقة الكونية؛ حيث يستلقي شيفا تحتها لتهدئة غضبها المدمر.

تُمثل كالي، المُدمر المُخيف للشر والأم الحانية في الوقت ذاته. وتعكس طبيعتها المتناقضة تعقيد الحياة نفسها، فتشمل التدمير، والخلق، والخوف، والحب.

في الثقافة الهندوسية، تُعتبر كالي بوابة للتغيير، حيث يأتي التدمير كوسيلة لإعادة التوازن. اليوم، يرى كثير من الهندوس في العالم المعاصر علامات على قرب نهاية عصر "الكالي يوغا"، ويعتقدون أن الفوضى اليوم هي إشارة إلى اقتراب اللحظة التي تظهر فيها كالي لتعيد النظام. ومع ذلك، هناك قلق من أن هذه النهاية ستكون صعبة، فهي تتطلب تغييرًا كبيرًا في طريقة التفكير والتصرف، مما يزيد من التوتر بين الأجيال.

 

 

🌟 مايتريا (البوذية) مايتريا هو بوذا المستقبل، المنتظر في البوذية. في النصوص البوذية، يُقال إنه يظهر عندما يصل العالم إلى حالة من الضياع، والحروب، والفقر. ويأتي مايتريا ليعيد الحكمة والهدوء، ويُعلم البشرية كيف تعيش من جديد في تناغم. يأتي وعده بالسلام لمّا يظهر في وقت الضيق الكبير، ليعلم العالم كيف يتعافى. في المجتمعات البوذية، يُنظر إلى مايتريا كرمز للتجديد والنور في الأوقات الصعبة. وتؤمن البوذية أن نهاية العالم القائم ستكون فرصة لبدء فترة جديدة من الحكمة والسلام. ولكن هناك قلق من أن البشرية تحتاج إلى التغيير الداخلي الكبير قبل أن يظهر مايتريا، وهو ما يجعل انتظاره أحيانًا يبعث اليأس أو القلق من عدم القدرة على التغيير.

Screenshot 2024-12-20 at 14.58.09.png

هذه الرموز ليست مجرد أساطير، بل علامات على حقب تمر بها البشرية. وكأننا نعيد قراءة قصة نعرفها جيدًا، ولا نملك إلا أن ننتظر النهاية، وأن ندرك أن كل بداية جديدة تأتي بعد اختبار طويل.

كل ديانة تقدم منظورًا فريدًا مُشكلاً من قرون من التقاليد والتفسيرات. هذا الوصف يثير الفضول وليس الهدف منه أن يعكس تعقيدات هذه الأديان. لا نعرف حقًا أين نحن في كل هذا، ونحن جميعًا في حيرة - ولا يزال المستقبل غامضًا، وكأننا ننتظر نهاية قصتنا دون معرفة كيف سنصل إليها.